ساعات الانتظار
الجلوس على الكرسي لساعات طويلة يشعرك بالغثيان ,و الأوراق بيدي تنتظر أن أهديها إلي لمن يتلقاها فيختم لي بالحرية من هذا الجمود القاتل , حياتي متعلقة بحركة من يدي الرجل للأنطلق بعدها إلي فضاء من العمل والانجاز , ولكن متى تنتهي بداية الانتظار ؟ هذه المدد القصيرة في الحياة تكون هي الأصعب لأنها تحدد مصيره .
بعد الجلوس الطويل جاء الدور لنقف بطابور مليء بتعساء متخمة أجسادهم وعقولهم بجراح الهجر و الإهمال , ينتظرون ما سيئول إليه مصيرهم ؟! بعد أن جرحت كراماتهم وطعنوا في إبداعهم , حتى تسرب لعقولهم اليأس , في انتظار تحديد المصير هل سيبقون مجمدين في غرف مستطيلة لا وجود لهواء أو ماء ,هي مشكلاتنا في مجتمع غابة عنه الحضارة الإنسانية , ولم تصل الثقافة إلي حدود عقولهم , بل لم تطرق باب مكاتبهم الكبيرة الممتلئة بالأثاث , و الأقلام التي لا تعمل إلا وفق مصالحهم .
وصلت بعد طول انتظار إلي الموظف المسؤول , وأرى من هم قبلي انفرجت أساريرهم فرحاً , فاستبشرت خيراً لعلي أجد لنفسي مخرج من تعاسة الوقوف الطويل , وأرى حياتي تحقق الحلم الجميل , وجدته عبس أمامي , وعقد حاجبيه وانثنى انفه لما رأى في أوراقي , عندها تأكدت من أن موضعي لن يتغير في المستطيل الصغير المشهور الذي لا حياة لمن تنادي بداخله ولكن ما ألح علي هو لماذا من هم قبلي خرجوا بابتسامة رضا عن ما دار بينهم وبين الموظف ؟ أم أنا الوحيد الذي رجع في موضعه داخل المستطيل ؟ أردت أن أطرح عليه السؤال ولكن لم يبقى لدي صوت من كثرت صراخي , فأحسست أنه فهم ما أريد منه , سلمني أوراقي وكتب عليه ” غير صالح ” وأشار إلي بإصبعه إلي رجل ببدله رسميه يقف بجانب الموظف .
ذهبت لصاحب البدله الانيقه وأعطيته أوراقي , ابتسم وضمني لصدره وسلمني تذكرة سفر وفيها كلمة موافقون وبشده ومعها أموال , ابتسمت ورحلت ومعي إجابة جميع الأسئلة التي في جعبتي .
أنها لم تكن قصة إنسان بل هي قصة إبداع .
انا بالبدايه عبالي ناطر وظيفه اخر شي قاعدين يسفرون خلق الله؟؟؟
هلا بلأخ جبريت على المشاركة , انت اول واحد يكتب لي تعليق في المدونة الجديدة , اشكرك على تلبية الدعوه .
ام بالنسبة لي السفر فهذه هي قصة الابداع في بلدنا , تنتظر دورها ثم ترحل .
أظن القصة تحتاج لتوضيح اكثر
فرح جدا باسلوبك ومفرداتك
هلا بوحسين الغالي .. انا فرح لزيارتك للمدونة
والتوضيح لو تقراها مره ثانية بتعرف القصد منها .
مساء الخير
هذه القصة تلخص الواقع بالفعل. لكن العزاء هو أن الإبداع كقيمة فكرية لا ينتمي إلى وطن، هو لا يحمل جنسية. فعندما يرحل من بقعة أرض إلى أرض أخرى هو يسعى إلى “ظرف” ليتجلى ويزدهر فيه، هو يسعى إلى “بيئة” تحتضنهحتى يشرق. وحينما يتجلى ويشرق، عندها فقط يشعر هؤلاء الذين جعلوه يرحل بشعور هو بالفعل مضحك، لأنهم عندها ينسبون هذا الابداع الذي جعلوه يرحل إلى وطنهم، إلى جنسيتهم. وهذه أغرب أنواع الشذوذ تداولاً في أوطاننا هذه.
سعدت جداً بزيارة هذه المدونة التي بالفعل أراها ابتدأت بداية مميزة
تحياتي الحارة
فرناس
فعلاً عزاءنا الوحيد هو ان الابداع لا وطن له ..
ولتناقض الذي ذكرته استاذي العزيز هو من جملة تناقضات نعيشها في مجتمعاتنا المتخلفة .
وايد حلوة يا أحمد والله مو مجاملة من صجي .. النهاية جميلة ومعبرة .. بصراحة أسلوبك ماشالله وايد تطور عن قبل
اشكرك ياعبدالوهاب .. انت احد المساهمين بهذا التطور وبشكل ملحوظ .
صديقي العزيز بداية ألف مبروك على المدونة .. وإذا كان هذا المستوى الي ستعودنا على الكتابة فيه فلا شك أننا سندمنها حتى النخاع 🙂
جميل سرد الفكرة وتحويرها والانتقال بنا في نهاية المطاف من عالم المباشرة إلى عالم الرمزية .. وفك الشفرة بأسلوب سلس وبسيط ..
أما المضمون فليس مهما أن نتفق أو نختلف فيه .. فأحيانا يصدق هجر الإبداع .. وأحيانا يحفر لنفسه مكانا بين صخور الصحراء القاحلة ..
دمت متألقا .. وإلى الأمام دائما 🙂
الله يبارك فيك حبيب قلبي , واتمنى ان تدمنها .
مشاركتك اسعدتني ياصديقي .
أحمد إنت تدري إني معجب بالقصه و أنا علقت عليـها من قبل برساله بريديه
أجد إن القصه هني جداً رائع و معبره عن واقع أليم مو بس في وطنك و لكن في أوطان ملاصقه لك أو خلنا نقول أوطان عديده عدا الدولتان العظيمتان و التي تتبنا كل مبدع و كل فكره و تغدق عليه بالأموال
بالنهايه إهي المستفيده العظمى
برافوو عليك يا صديقي و أتمنى لك الإستمرار و نحو تميز لا يضاهيه تميز
مشكور صديقي الصدوق زوكاشي على المشاركة .
بداية موفقة أخي أحمد.. تبشر بمستقبل واعد لقلم متميز
أدعوك للاستمرار
وفقك الله لكل خير
و بانتظار المزيد
اخي عمار .. ماقلته شهادة اعتز بها وأضعها وسام على صدري .. شكراً على تشجيعك لي .
بصراحة من أجمل ماقرأت لك لحد الحين
ابداع وأسلوب مبههههر
بصراحة من أجمل ماقرأت لك لحد الحين
ابداع وأسلوب مبههههر
اختي العزيزة ريما ..
شكراً على تشجيعك المتواصل لي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اولا ً : احب ابارك لك على مدونتك الي بعتقادي الشخصي المتواضع كان من المفترض ان تأسسها
” منذ ُ مبطي ” على قولتنا يا البدوي ! 😛
دائما ً تجدني متابع لك َ ولــ خواطرك ِ التي كنت تعرضها في المنتدى بين حين وآخر لكني وبكل اسف اتابع بصمت وذلك بسبب ” الكسل الكيبوردي ” الذي داهمني !
كتاباتك دائما ً تكون وجدانية بنظري اي تحرك شيئا ً ما في داخل نفس كل من قرأها !
تعجبني في كتاباتك التمويه وعدم توضيح كل الأمور بل تجعل القارء يفكر فيها ويحاول ان يفك شفراتها ورموزها لكي يصل الى ما خططت اليه انت ” حسب الخطه المرسومة ”
هذا حالنا في الكويت وفي دول الخليج عامة ! وابوي ما يقدر الا على امي يا الهندال !
وين الفقير والضعيف والي على ابسط غلط يطيرونه ! بينما ” بنغاليه الهوامير ” عايشين بينا
و يمارسون كل رذيلة وفاحشة على ارضنا بلا اي رادع ومن الرادع في وجود الواسطه ؟
لديك المزيد والمزيد لــ تقدمه واعتقد ان من هنا فقط قد بدأت ادعوك بقوه للمواصله !
* ملاحظه :
– انا لا اجامل البتة , فــ المجاملة تقتل المواهب ..
اخوك : مشعل الأسود ..
بصمتك دائماً واضحة على كل ماتقدمه اخي العزيز مشعل يا”فيلسوفنا الرائع” -كما احب ان اطلق عليك – ..
وصفك لكتاباتي بهذه الصفة يعطيني دافع لأنه اساهم بالمزيد شكراً لك
أخوي أحمد أتمنالك التوفيق ، طرحك جميل جدا ً ومن وجهة نظري اسلوبك واضح وسهل التلقي .. الى الامام باذن اللله
اختي العزيزة انوار -ام جوهر – شكراً على هذا التشجيع اختي الغالية .